الفكر الفلسفي في إيران المعاصرة: التحديات والفرص وآفاق المستقبل
بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة
في حوار مع
الدكتور محمد فنائي إشكوري
الجزء الأول: الإطار العام وتقييم الوضع الراهن
1. استمرارية التقليد الفلسفي في إيران أم انقطاعه؟
هل يمكن الحديث عن استمرارية التقليد الفلسفي في إيران المعاصرة، أم أننا نواجه نوعًا من الانقطاع والتوقف في الفكر الفلسفي؟
على الرغم من أن الفكر الفلسفي في إيران المعاصرة كان دائمًا مصحوبًا بصعوبات ونواقص وقيود، إلا أنه لا يمكن الحديث عن انقطاع. التقليد الفلسفي الإيراني، بكل صعوده وهبوطه، لا يزال مستمرًا. وجود كراسي التدريس في الحوزات العلمية والجامعات، ونشر الكتب والمجلات المتخصصة، وعقد الندوات والمؤتمرات، والنشاطات الفلسفية للباحثين، كلها مؤشرات على الديناميكية النسبية لهذا التقليد.
ومع ذلك، إذا اعتبرنا الفلسفة ليس مجرد معرفة، بل فكرًا، فيجب الاعتراف بأن الفلسفة في إيران بقيت إلى حد كبير حبيسة النخبة ولم تتسرب بعد على نطاق واسع إلى الفضاء العام. ومع ذلك، لا يمكن القول إن الفكر الفلسفي منفصل تمامًا عن الحياة الاجتماعية؛ فعلى الرغم من محدوديته، إلا أنه يظهر أحيانًا في شكل حوارات عامة، ووسائل إعلام، وجهود مثل “فلسفة للأطفال” وأخلاقيات التكنولوجيا. برامج مثل ورش العمل الفلسفية للأطفال في المدارس أو المناقشات الإعلامية حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في البرامج التلفزيونية، هي أمثلة على هذا التسلل التدريجي الذي يمكن أن يعمل كمنصة لتوسيع الفكر الفلسفي في طبقات أوسع من المجتمع.
وبالطبع، اليوم في البلاد لا توجد أي نسبة بين العدد الهائل لدارسي الفلسفة وإنتاج الفكر الفلسفي. كانت هناك أيام خرج من بين خمسين تلميذًا للحكمة عشرة فلاسفة على الأقل، أما اليوم، فمن بين آلاف التائهين في هذا المجال، يصعب العثور على بضعة فلاسفة. المتفيلسفون كثيرون والفلاسفة قليلون. نعم، مصباح الحكمة في إيران لا يزال متقدًا، لكنه بأيدي قلة قليلة. في حين أن جمهورًا غفيرًا لا يكسبون بقوت يومهم إلا بهذا الاسم، ويئنون حسرة على الرغيف. بالنسبة للكثيرين ممن يخطون في هذا المجال، ما يهم ليس عمق الفكر، بل الشهادة واللقب اللذين يبحثون عنهما كمفتاح لتحقيق غاية خارج نطاق الحكمة. قراءة الفلسفة لهؤلاء، ليست رحلة إلى أعماق الوجود والوصول إلى المعرفة، بل هي عبور لكسب موقع. بالطبع، اللوم لا يقع كله على العاملين في الفلسفة. يجب البحث عن الجزء الأكبر من هذا النقص في نظرة المديرين وأولي الأمر؛ حيث يظل دور خريج الفلسفة والأفق الذي أمامه غامضًا.
2. علاقة المجتمع الإيراني المعاصر بالفكر الفلسفي
إلى أي مدى يستقبل الفضاء الفكري في إيران اليوم الفكر الفلسفي، وهل استطاعت الفلسفة أن تتجاوز نطاق النخبة والتعليم الرسمي وتحضر في الساحة العامة؟
إيران اليوم في مرحلة انتقالية بين أفقين: من جهة، تقليد الفلسفة الإسلامية المتجذر في المدارس الفلسفية مثل المشائية والإشراقية والصدرائية، ومن جهة أخرى، الفلسفة الغربية الجديدة التي دخلت إيران عبر الترجمة والجامعة منذ القرن التاسع عشر. لكن العلاقة بين هذين المجالين لم تتضح بعد جيدًا. الفلسفة الغربية حاضرة في إيران لكن مكانتها وعلاقتها بتقليدنا الفلسفي لم تحدد بعد بشكل صحيح. من الطبيعي أن تكون هذه العملية مستهلكة للوقت وبطيئة أحيانًا. في الجامعات نواجه في الغالب تعليم ونقل مفاهيم الفلسفة الغربية، وفي الحوزات التركيز على الحكمة المتعالية والفلسفة الصدرائية. يمكن للكتب والمقالات وكذلك الندوات والمؤتمرات التي تركز على الفلسفة المقارنة أن تؤدي إلى إثراء متبادل لكلا التقليدين.
3. ارتباط الفلسفة بالقضايا المعيشية والاجتماعية
إلى أي مدى استطاعت الفلسفة في إيران المعاصرة أن ترتبط بقضايا المجتمع المعيشية والحقيقية وأن تكون إجابةً على الأسئلة الأساسية للإنسان الإيراني؟
الفكر الفلسفي في إيران الحالية – إسلاميًا كان أم غربيًا – غالبًا ما يكون مجردًا وأقل تعاملًا مع الأسئلة المعيشية للمجتمع الإيراني، مثل أزمة الهوية، وعلاقة الدين بالحياة، والأخلاق في عصر التكنولوجيا، أو عالم حياة الإنسان المعاصر. الفلسفة في إيران ما تزال أكثر كونها تعليمًا وقراءة نصوص منها تفكيرًا في الحياة. يجب أن تخدم التأملات الذهنية حل المشاكل الموضوعية. حقًا، كم من رسائلنا ساعدت في حل مشاكلنا. ومع ذلك، لا يمكن الحديث عن غياب كامل لهذا الارتباط؛ ففي السنوات الأخيرة، يتزايد الاهتمام بربط الفلسفة بالحياة اليومية، والأخلاق، والسياسة، والتربية والتعليم، والإعلام. هذا الاتجاه الناشئ يمكن أن يجذب الفلسفة من الهامش إلى مركز القضايا الاجتماعية ويقدم إجابات للأسئلة المتعلقة بالحياة الفردية والاجتماعية للإنسان.
فلسفتنا التقليدية هي علوية في الغالب، يجب علينا مع الحفاظ على علوية الفلسفة أن نجعلها أرضية أيضًا وأن ننزلها من السماء إلى الأرض بحيث تكون حاضرة في كل مكان من العرش إلى الفراش ومن السماء إلى الأرض. هذا هو تعليم ديننا. البعض طالبون بالدنيا وفريق عاشق للآخرة، لكن القرآن يرفض العلمانية وكل زهد في الدنيا ويقول: قل كلاهما أريد: “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً”.
الجزء الثاني: التعليم والمؤسسات والحوارات الداخلية
4. تحديات تعليم الفلسفة في الجامعات
ما هي أهم تحديات تعليم الفلسفة في الجامعات الإيرانية، وأين يجب البحث عن جذور الحفظ والتقليد والتقادم في نظام التعليم الفلسفي؟
يواجه تعليم الفلسفة في إيران تحديات هيكلية عديدة. يركز النظام التعليمي غالبًا على الحفظ وإعادة الإنتاج وشرح آراء الفلاسفة على أقصى تقدير، دون أن يعلم الطلاب مهارات التفكير النقدي وتحليل القضايا الجديدة بالقدر الكافي. على سبيل المثال، قد يتعرف الطلاب بتفصيل على أنطولوجيا وأنثروبولوجيا أفلاطون وأرسطو، لكنهم لا يستطيعون تطبيق هذه المفاهيم في تحليل قضايا معاصرة مثل معنى الحياة، أو أزمة البيئة، أو التحديات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي. يمكن العثور على جذور هذا النهج القائم على الحفظ في الأنماط التعليمية التقليدية، ونقص المصادر المحدثة، والضغط القائم على الاختبارات، الذي يضحي بالتفكير الإبداعي لصالح الحفظ.
كما تحتاج العناوين الرئيسية للمناهج إلى مراجعة أساسية. بينما تم تضمين الفلسفة الغربية المعاصرة مع فلاسفة مثل فيتغنشتاين وهايدغر ودريدا في المناهج الدراسية، إلا أن الاهتمام بمدارس الفكر غير الغربية مثل فلسفة شرق آسيا، والفلسفة الأفريقية، والفكر الأصلي لا يزال غير كافٍ. كذلك، فإن افتقار الارتباط المنهجي بين الفلسفة والعلوم الطبيعية والإنسانية، يقلل من تعميق تعليم الفلسفة. للتغلب على هذا التقادم، يمكن الاستلهام من النماذج متعددة التخصصات واستخدام أستاذين مختلفي المنهج والخلفية في فصل دراسي واحد أحيانًا، أو عقد ورش عملية تدفع الطلاب لكتابة مقالات تحليلية حول قضايا الساعة.
5. الفلسفة الأكاديمية أم الفكر الحي؟
هل تم اختزال الفلسفة في الجامعات الإيرانية إلى معرفة أكاديمية بحتة، أم لا يزال يمكن الحديث عن حضور الفكر الحي في هذا الفضاء؟
تُظهر التجربة العالمية أن الفلسفة الأكاديمية والفكر الحي يمكن أن يكمل أحدهما الآخر. في إيران، تتطلب الفجوة بين الفضاء الأكاديمي والمجتمع بناء جسور. إنشاء كراسي للنظریه، وعقد طاولات مستديرة مشتركة بحضور مفكرين ونشطاء اجتماعيين، وتأسيس صحف متخصصة يمكنها تقديم المناقشات الفلسفية بلغة مفهومة للعموم، هي من بين الحلول الممكنة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبرامج مثل دعوة الفلاسفة إلى البودكاست أو وسائل التواصل الاجتماعي، وتشجيع الطلاب على مشاريع تطبيقية مثل التحليل الفلسفي للسياسات التعليمية أو البيئية، أن تعيد إحياء الفكر الحي وتخرج الفلسفة من العزلة.
6. حوار الفلسفة الإسلامية والفلسفة الغربية
ما هو مكانة الحوار بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الغربية في إيران، وما هي العوائق التي حالت دون تشكيل لغة مشتركة بين الجامعة والحوزة؟
لقد تم اتخاذ خطوات نحو الحوار بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الغربية، لكن الطريق لا يزال طويلاً. أحد العوائق الأساسية هو عدم المعرفة المتبادلة: الكثير من الحوزويين غير ملمین مع لغة ومفاهيم الفلسفة الغربية، والكثير من الأكاديميين يجهلون أسس الفلسفة الإسلامية ولغتها التقليدية. بدون خلق لغة وسياق مشتركين، يصعب تحقيق حوار حقيقي ومثمر. هذا الجهل له جذوره في الانفصال التاريخي للمؤسسات التعليمية. الحوزات العلمية ركزت على النصوص العربية الكلاسيكية والجامعات اعتمدت على الترجمات الغربية، مما يدفعها في مسارين مختلفين بدلاً من التبادل الديناميكي.
الحوار بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الغربية يتطلب إنشاء جسور مفاهيمية ومنهجية. على سبيل المثال، يمكن إجراء مقارنات منهجية بين مفهوم “الوجود” في الفلسفة الصدرائية و”الكينونة” في فلسفة هايدغر، أو بين “العقل النظري والعملي” في الفلسفة الإسلامية و”العقلانية الأداتية” في الغرب. عقد جلسات مشتركة بين الحوزة والجامعة، وتأسيس فروع متعددة التخصصات هي خطوات إيجابية في هذا الطريق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمشاريع مثل الترجمات الثنائية للنصوص الأساسية – من ابن سينا وملاصدرا إلى الإنجليزية أو من الأكويني وكانط إلى الفارسية – والجلسات المشتركة عبر الإنترنت، أن تساعد في تقليل العوائق اللغوية والثقافية وتوفر أرضية لتعميق وترقية الفكر الفلسفي.
7. الفلسفات المضافة والدراسات متعددة التخصصات
كيف هو وضع الفلسفات المضافة والدراسات متعددة التخصصات في إيران، وإلى أي مدى استطاعت أن تؤدي إلى إنتاج فكر أصلي وتطبيقي؟
في السنوات الأخيرة، يتزايد الاهتمام بالفلسفات المضافة – مثل فلسفة العلم، والأخلاق، والفن، والقانون، والسياسة – وتم بذل جهود لربط الفلسفة بمجالات معرفية أخرى، لكنها لا تزال في مرحلة أولى ونادرًا ما أدت إلى أطر محلية وتطبيقات عملية. على سبيل المثال، في فلسفة التكنولوجيا، لا يجب فقط التعرف على النظريات الغربية، بل يجب أيضًا دراسة تأثير التكنولوجيات الجديدة على نمط الحياة، والأسرة، والقيم الاجتماعية في إيران. يمكن أن تتضمن هذه الدراسات تحليلات قائمة على التقاليد الإسلامية-الإيرانية مثل مفهوم “العدالة” في فلسفة الفارابي وتطبيقه في القضايا السياسية المعاصرة، والذي لا يزال مهملاً على نطاق واسع.
على الرغم من ذلك، فإن تقدمًا مثل تأسيس مراكز دراسات متعددة التخصصات في بعض الجامعات ونشر بعض المجلات في مجال الفلسفات المضافة، يشير إلى قدرة متنامية. لتحقيق الفكر الأصلي، من الضروري إعطاء أولوية لمشاريع مثل فلسفة الفن أو البيئة مستوحاة من الحكمة والعرفان الإسلامي-الإيراني أو أخلاقيات الذكاء الاصطناعي القائمة على اللاهوت والمعارف الإسلامية، حتى تتحول الفلسفة من حالة نظرية محضة إلى أساس لحل المشاكل الموضوعية للمجتمع.
8. دور اللغة في الفكر الفلسفي
ما هو دور اللغة في الفكر الفلسفي الإيراني، وإلى أي مدى حال الاعتماد على الترجعة دون إنتاج فكر أصلي؟ هل تمتلك اللغة الفارسية القدرة اللازمة للتعبير عن المفاهيم الفلسفية الجديدة؟
اللغة والترجمة يلعبان دورًا أساسيًا في نمو الفلسفة في إيران. الترجمات الفلسفية كانت فعالة جدًا في تعريفنا بالفكر الغربي، لكن الاعتماد الكلي على الترجمة يمكن أن يعيق إنتاج فكر أصلي. هذا الاعتماد غالبًا ما يؤدي إلى السطحية، حيث تُدرج المفاهيم الغربية بشكل خام في النصوص الفارسية دون تكييفها مع البيئة المحلية، فتبقى بعيدة عن الثراء الثقافي الإيراني.
إن الإلمام بلغات الفلسفة الأصلية يساعد على فهم أكثر دقة للأفكار، ولكن إذا كانت الترجمات صحيحة ودقيقة، فيمكنها أن تعوض هذا النقص إلى حد ما. اللغة الفارسية لديها قدرة كامنة للتعبير عن المفاهيم الفلسفية، كما حاول ابن سينا في “دانشنامه علائي”، والسهروردي، والخواجة نصير في مؤلفاتهم استخدام اللغة الفلسفية الفارسية، لكن هذا التيار بقي غير مكتمل ولم يستمر هذا التقليد بشكل جاد. إعادة بناء وتوسيع اللغة الفلسفية الفارسية ضرورة ملحة. اليوم، التحديات اللغوية في الفلسفة متعددة الأبعاد: أولاً، الحاجة إلى توحيد المصطلحات الفلسفية وإنشاء معاجم متخصصة؛ ثانيًا، تنمية مترجمين يجيدون اللغات المصدر والهدف ويكونون ملمين بأساسيات الفلسفة؛ ثالثًا، تطوير اللغة الفارسية للتعبير عن المفاهيم الفلسفية المعاصرة المعقدة.
الجزء الثالث: الهوية، التقليد والمواجهة مع “الآخر”
٩. ارتباط الفلسفة بالتصوف والدين والأدب
ما هو المكانة التي يحظى بها الارتباط التاريخي بين الفلسفة والتصوف والدين والأدب في إيران في العصر الحاضر، وهل لا يزال هذا الاتصال حيًا ونشطًا؟
في التقليد الفكري الإيراني، كانت الفلسفة دائمًا في حوار حيوي مع التصوف والدين. يمكن ملاحظة هذا الارتباط العميق في أعمال الفارابي وابن سينا وخاصة شهاب الدين السهروردي، الذي سعى إلى دمج الفلسفات اليونانية والفارسية والإسلامية مع التصوف الإسلامي، أو في النظام الفلسفي لصدر الدين الشيرازي (ملا صدرا) الذي اشتهر باسم “الحكمة المتعالية”، حيث مزج بين العقلانية الفلسفية والكشف الصوفي والتعاليم القرآنية. في العصر الحديث، استمر هذا التقليد في أعمال مفكرين مثل الإمام الخميني (ره)، والعلاّمة الطباطبائي، والآيت الله حسن زادة الآملي، والأستاذ جوادي آملي.
كما أن ارتباط التصوف بالأدب كان دائمًا متينًا في إيران، لدرجة أنه لا يمكن فصل التصوف الإسلامي-الإيراني عن الأدب والشعر الفارسي. فلسفتنا أيضًا في الماضي لم تكن بمنأى عن الأدب، فقصص ابن سينا والسهروردي الرمزية تدل على هذا الارتباط وتظهر أن حكماءنا كانت لديهم أفكارٌ شعروا بأنه يجب التعبير عنها بلغة أدبية. حتى أن هناك أشكالًا من الرواية الفلسفية كانت موجودة في تراثنا، مثل قصة “حي بن يقظان” لابن طفيل الأندلسي التي استلهمت من ابن سينا ولقيت اهتمامًا كبيرًا وأثّرت في العالم الغربي. لكن هذا التقليد للأسف لم يستمر في العالم الإسلامي، بينما كان ولا يزال شائعًا جدًا في الغرب. الروايات الفلسفية هي نوع من الأجناس الأدبية التي تروج للفكر الفلسفي بين قطاع أوسع من الناس. إن إعادة بناء العلاقة بين الفلسفة والأدب يمكن أن تثري لغة الفلسفة وتزيد من تأثيرها الاجتماعي. ومن المؤكد أن الرواية الفلسفية تتطور بشكل ضعيف في بلادنا أيضاً، كما تظهر في شعر بعض الشعراء المعاصرين عناصر من التصوف الفلسفي التي يمكن إعادة قراءتها بتحليلات فلسفية. ويمكن لبرامج مثل ورش العمل الأدبية-الفلسفية في الجامعات أن تعيد إحياء هذا الارتباط. هذه الحيوية لا تساعد فقط في الحفاظ على الهوية الثقافية، بل تنقذ الفلسفة من العزلة الأكاديمية وتحولها إلى حوار حي مع الجيل الشاب.
الجزء الثالث: الهوية، التقليد، ومواجهة “الآخر”
١٠. هل يمكن الحديث عن “فلسفة إيرانية”؟
هل يمكن الحديث عن فلسفة باسم “الفلسفة الإيرانية” أم أن الفلسفة عالمية بطبيعتها ولا تنتمي لأمة معينة؟
الحديث عن “فلسفة إيرانية” يحتاج إلى تدقيق مفاهيمي. إذا كان المقصود هو التقليد الحكمي لإيران قبل الإسلام، فيمكن الإشارة إلى “الحكمة الخسروانية” التي تحدث عنها السهروردي، وإن كانت المصادر المكتوبة القليلة الباقية منها. بعد الإسلام، نَمَت الفلسفة في إيران في إطار الفلسفة الإسلامية، لكنها تأثرت أيضًا بعناصر إيرانية ثقافية وفكرية. هذا التأثر في التصوف أكثر منه في الفلسفة، على سبيل المثال، تأثير التصوف الإسلامي من “آیین جوانمردی” (مذهب الفتوة) الإيراني بارز جدًا.
من المهم الانتباه إلى أن الفلسفة بطبيعتها أمر عالمي ويجب تقييمها بناءً على معايير عقلانية واستدلالية. الفلسفة هي بحث عن الحقيقة وليست أمرًا قوميًا أو عرقيًا. كما أن الفيزياء أو المنطق عالميان، كذلك يجب أن تُفهم الفلسفة على أساس الاستدلال والعقلانية، وليس على أساس الانتماءات العرقية أو الثقافية. إيران كانت أحد أهم سياقات نمو الفلسفة، لكن “الفلسفة الإيرانية” تعني “الفلسفة في إيران”، وليست “فلسفة مخصصة للإيرانيين”. كما نتحدث عن “الفلسفة الألمانية” أو “الفلسفة الفرنسية”، يمكننا التحدث عن “فلسفة في إيران” بمعنى مشاركة الفلاسفة الإيرانيين في التقليد العالمي للفلسفة.
١١. مواجهة الفلسفة الغربية
كيف يمكن وصف مواجهة الإيرانيين للفلسفة الغربية في العصر الحديث، وهل تهيأت الظروف لمواجهة إبداعية ونقدية؟
يمكن تقسيم مواجهة الإيرانيين للفلسفة الغربية إلى ثلاث فترات تاريخية: الفترة الأولى بدأت بترجمة أعمال الفلاسفة الغربيين في عصر القاجار؛ واستمرت الفترة الثانية بالتعليم المنهجي للفلسفة الغربية في الجامعات، والفترة الثالثة التي تقارن وتنقد هذه الأفكار. الآن، مع مواصلة المقارنة والنقد، حان الوقت للدخول في المرحلة الرابعة، أي إنتاج فلسفة أصلية قائمة على حوار نقدي مع تقاليد فكرية مختلفة. التقليد المحض للفلسفة الغربية، أو رفضها بالكامل – وكلاهما منتشر للأسف في إيران – لا يؤدي إلى ایّ نتیجة. الطريق الصحيح هو النقد المتبادل والحوار البناء والسعي للوصول إلى تركيب منتج.
١٢. الفلسفة الغربية: الآخر أم التراث المشترك؟
هل لا تزال الفلسفة الغربية تعتبر “الآخر” بالنسبة لنا، أم يمكن اعتبارها جزءًا من التراث الفكري المشترك للإنسانية؟
في عالم المعرفة، لا يمكن للحدود الجغرافية والثقافية أن تعيق التفاعل الفكري. الفلسفة، كجهد عقلاني لفهم العالم وحياة الإنسان، هي تراث مشترك لجميع البشرية. يجب أن نتعرف على تقاليد فلسفية مختلفة – من الفلسفة اليونانية القديمة إلى الفلسفة الأوروبية المعاصرة، من حكمة الهند إلى الفلسفة الصينية – ونتفحصها بنظرة نقدية. يمكننا من خلال الامتصاص النقدي للأفكار الفلسفية الأخرى، إعادة بناء التقاليد الفكرية المحلية. مستقبل الفلسفة في إيران رهن بنظرة عالمية، والتفكير الحر، والإبداع الفكري الذي يستفيد من التقاليد المحلية ويحاور في نفس الوقت الإنجازات الفكرية للأمم الأخرى. الفلسفة هي بحث صادق للوصول إلى الحقيقة. الفيلسوف يزور أي مكان يرى فيه دليلاً أو أثرًا للحقيقة، ويرافق أي شخص يسير في هذا الطريق. الغريب و”الآخر” الذي يجب الابتعاد عنه هو الجهل والباطل، وليس الغرب أو الشرق أو أي شيء آخر.
الجزء الرابع: التيارات، الأدوار، والقضايا الجديدة
١٣. التيارات الجديدة في الفلسفة الإيرانية
ما هي التيارات والمدارس الفكرية الجديدة التي تشكلت في الفضاء الفلسفي الإيراني المعاصر، وما هو تأثيرها على التوجه الفكري للمجتمع؟
في العقود الأخيرة، وجدت الفلسفة التحليلية، بتركيزها على المنهجية والوضوح المفاهيمي، مكانة مناسبة في الفضاء الأكاديمي الإيراني. هذا التيار لقي اهتمامًا خاصًا في مجالات مثل فلسفة العقل، وفلسفة اللغة، ونظرية المعرفة. إلى جانب ذلك، لاقت الفلسفات القارية، بما في ذلك الظاهراتية، والهرمنيوطيقا، والفلسفة بين الثقافات، ترحيبًا. في هذا الصدد، يمكن الإشارة إلى ترجمة وتفسير أعمال هوسرل، وهايدغر، وغادامر في المراكز العلمية. النقطة الهامة هي ظهور تيارات تكاملية تسعى لخلق حوار بين هذه التقاليد الفلسفية المختلفة. على سبيل المثال، يمكن للدراسة المقارنة بين هذه المدارس والمدارس الفلسفية الإسلامية أن تثري الفكر الفلسفي في إيران بشكل كبير.
١٤. دور المرأة في الفلسفة
ما هو دور ومكانة المرأة في إنتاج وتعليم الفلسفة في إيران، وهل يمكن الحديث عن تشكل منظور أو تساؤل نسوي في الفلسفة؟
كان الوجود المتزايد للمرأة في مجال الفلسفة في إيران تطورًا ملفتًا في العقود الأخيرة. اليوم نشهد وجودًا بارزًا للمرأة كطالبة أو أستاذة في الجامعات، وباحثة في المراكز العلمية. هذا المشاركة المتزايدة تؤدي إلى تنوع وجهات النظر وتدخل قضايا وهموم جديدة في الخطاب الفلسفي، دون أن يعني ذلك بالضرورة تحول الفلسفة إلى فكر نسوي. ومع ذلك، ما زال الطريق طويلاً أمام تحقيق التوازن بين الجنسين في الأنشطة الفلسفية وإنتاج النظريات الفلسفية. مشاركة المرأة في الأنشطة الفلسفية تؤدي إلى الاهتمام بجوانب وزوايا من الفلسفة كانت أقل ظهورًا حتى الآن. إذا كانت النساء في المناقشات الفلسفية، وكذلك في التخصصات العلمية الأخرى، يطرحن نفس المواضيع الحالية ويسلكن نفس الطريق الذي سُلك حتى الآن، فلا ينبغي توقع تحول. ما حدث حتى الآن في العلوم الإسلامية من قبل النساء هو تكرار للنقاشات الحالية بالأدبيات الحالية، ولا نشهد ابتكارًا ومبادرة؛ لذلك، لا نرى تأثيرًا ولا خلق تيارات. من المتوقع أن يكون دخول النساء إلى هذه المجالات بداية لرؤية القضايا من زاوية أخرى وبحساسيات مختلفة، وظهور الإبداع والمبادرة والتحول في هذه المجالات، وفتح آفاق جديدة – وهذا بالطبع لم يحدث. هذا الكلام لا علاقة له بالنسوية. ربما كان هذا الخوف نفسه هو الذي حال دون تحقيق هذا التوقع. لذلك، يجب توضيح هذا المعنى. النقطة الأساسية هي الانتباه إلى الفرق بين “التنوع والمواجهة”. تنوع حكمة الخلق مُنْتِجٌ للحكمة ومُبَارَك، وهذه النظرة ترى الجنسين مكملين لبعضهما البعض في جميع المجالات، وليسا متقابلين.
١٥. الفلسفة والتقنيات الجديدة
ما هو واجب الفلسفة في مواجهة ظواهر جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، والتقنيات الحيوية، والتحولات الأنثروبولوجية، وكيف يمكنها تفسير علاقتنا الأخلاقية والمعنوية بهذه الظواهر؟
في عصر الثورة الرقمية والتقدم الهائل في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية، تواجه الفلسفة قضايا غير مسبوقة. أسئلة مثل طبيعة الوعي في الكائنات الاصطناعية، والخصوصية في عصر البيانات الضخمة، والأخلاقيات الحيوية في الهندسة الوراثية، وبشكل عام المواجهة الصحيحة مع التكنولوجيا، تتطلب تأملًا فلسفيًا عميقًا. على الفلسفة واجب تحليل هذه الظواهر من منظورات أخلاقية، وأنثروبولوجية، ومعنوية. يمكن للفكر الفلسفي أن يحمينا من الاستلاب للأداة والاغتراب، ويمكننا من الاستفادة الحكيمة من الإنجازات التكنولوجية. يمكن للفلاسفة الإيرانيين أن يشاركوا في هذه المناقشات ويفتحوا آفاقًا جديدة من خلال الاستفادة من التراث الغني للحكمة الإسلامية (الذي هو أوسع من الفلسفة بالمعنى الخاص) في مجالات مثل فلسفة النفس والحكمة العملية، واستخدام تجارب الأمم الأخرى.
الجزء الخامس: آفاق المستقبل والمسؤوليات
١٦. إهمال الفلسفة هو إهمال للفكر
إلى أي مدى يمكن القول إن الأزمات الفكرية والثقافية للمجتمع الإيراني نابعة من إهمال الفلسفة والفكر الفلسفي؟
إهمال الفلسفة هو إهمال للفكر. الحضارة لا تتشكل بدون فكر. العديد من أزماتنا الثقافية والأخلاقية والاجتماعية جذورها في ضعف الفكر الفلسفي. على سبيل المثال، لا تُحل الأزمات الأخلاقية بالخطب والبيانات فقط، بل تحتاج إلى تفسير فلسفي، وتعليم قائم على العقلانية، وإعادة التفكير في التعاليم الدينية. أيضًا، لا تُجاب القضايا البيئية المعقدة بالحلول التقنية فقط، بل تحتاج إلى التأمل في الأسس الفلسفية للعلاقة بين الإنسان والطبيعة. الأمر نفسه ينطبق على مجالات أخرى مثل الأخلاق، والفن، والإعلام، ونمط الحياة، والصحة النفسية والروحية. إذا لم تكن الفلسفة منتبهة للاحتياجات الحقيقية للمجتمع وبقيت فقط في مناقشات مجردة، فلا يمكنها المساعدة في حل المشاكل. النمو الكمي المحض لقراءة الفلسفة وإنشاء مراكز وكليات فلسفية لا يعني بالضرورة نمو الفكر. الكثيرون يدرسون الفلسفة بتقليدية، وبدلاً من التحرر من التعصبات والعقائد غير المبررة، يسجنون أنفسهم بتعصبات وعقائد جديدة. لذلك، فإن نوع المواجهة مع الفلسفة وطريقة التربية الفلسفية الصحيحة مهمان.
١٧. مسؤولية الجيل الجديد من الفلاسفة
ما هي المسؤوليات التي يتحملها الجيل الجديد من الفلاسفة الإيرانيين في إحياء التقليد الفلسفي وتحديثه في ضوء احتياجات العصر؟
يواجه الجيل الجديد من الفلاسفة الإيرانيين مسؤولية جسيمة: خلق فلسفة تكون متجذرة في التقاليد المحلية وفي نفس الوقت مستجيبة لقضايا العالم المعاصر. يجب على هذا الجيل، من خلال الإتقان للتراث الفلسفي والحكمي الإسلامي والوعي بالتيارات الفلسفية العالمية، تقديم أفكار تكون ذات أصالة وفعالية وقدرة على حل المشكلات. نحن نمتلك تراثًا فلسفيًا ثمينًا. أسلافنا، بجهودهم المضنية، مهدوا طريق الفكر الفلسفي ووفروا أرضية ومناسبة مناسبة للتفلسف. الحفاظ على هذا الإنجاز وتطويره وتوسيعه هو واجب الجيل الجديد.
نظرتنا التقليدية السائدة للفلسفة كانت نظرية لاهوتية، واستخدمنا الفلسفة في الغالب لحل القضايا اللاهوتية. النظرة السائدة والحالية في الفلسفة الإسلامية هي نفسها، ولم يحدث تحول كبير في هذا الاتجاه. بالطبع، النهج اللاهوتي الی الفلسفة مهم جدًا وهو أساس للتفلسف في مجالات أخرى. لا ينبغي لنا فقط ألا ننصرف عن هذا النهج، بل يجب أن نستمر فيه بقوة، بل ويجب أن نحدثه ونتناول بجدية الأسئلة والتحديات اللاهوتية الجديدة. بيت القصيد هو أن تصورنا للفلسفة لا يجب أن يقتصر على هذا النهج، ولا يجب أن تكون همومنا الفلسفية محصورة في هذا الإطار فقط. بل يجب أن تشمل الفلسفة، كنظام للعقلانية، جميع المجالات المتعلقة بحياة الإنسان، لأنه لا يوجد مجال أو ساحة لا نحتاج فيها إلى التفكير العقلاني.
١٨. الوظيفة الاجتماعية للفلسفة
ما هي الوظيفة الاجتماعية التي يمكن أن تلعبها الفلسفة في حل الأزمات الأخلاقية والهوياتية والسياسية للمجتمع الإيراني؟
الفلسفة هي فن العيش الجيد، والإنسان كائن اجتماعي (بالطبع أو بالاضطرار)، والعيش الجيد للإنسان مستحيل بدون حياة اجتماعية. الفلسفة التي لا تنتبه إلى هذا البعد من حياة الإنسان هي فلسفة ناقصة وعقيمة. نعم، يجب أن تخبرنا الفلسفة من أين جئت، ولماذا جئت، وإلى أين أذهب. “لماذا جئت” يعني يجب أن أعرف كيف أعيش حتى تكون حياتي ذات معنى وتصل إلى الهدف والغاية المرجوة. بالطبع، الفلسفة ليست المصدر الوحيد الذي يجب أن نسأله سؤال “كيف نعيش”. للإجابة على هذا السؤال، نحتاج أيضًا إلى الدين والعلوم الأخرى. بعبارة أخرى، بمرافقة العقل، والوحي، والتجربة، يمكن ويجب الوصول إلى إجابة هذا السؤال. لذلك، الفلسفة هي ركن مهم في العثور على إجابة سؤال “كيف نعيش”. حياة الإنسان لها بعد فردي وبعد اجتماعي، ويجب أن تساعدنا الفلسفة في كلا البعدين. يمكن للفلسفة أن تساعد في حل الأزمات والصراعات الاجتماعية من خلال تقديم أطر مفاهيمية دقيقة. من خلال تطوير فلسفات اجتماعية وإنتاج علوم إنسانية مناسبة للثقافة الإسلامية، يمكن تصميم نموذج مناسب للحياة البشرية، ويمكن توفير أرضية لحوار بناء بين الثقافات المتنوعة والمجموعات الاجتماعية المختلفة. يمكن للفلسفة أن تقدم طرقًا بديلة أو مكملة لتنظيم الحياة الاجتماعية من خلال نقد العقلانية الأداتية والدنيوية التي تهيمن على العالم الحديث.
١٩. خطوات عملية لتعزيز الفكر الفلسفي
ما هي الخطوات العملية التي يجب اتخاذها لإعادة بناء وتعزيز الفكر الفلسفي في إيران، وأين يمكن رؤية نقطة بداية هذا التحول؟
لتأسيس الفكر الفلسفي في إيران، تبدو الإجراءات التالية ضرورية:
* إصلاح نظام تعليم الفلسفة ومراجعة المناهج الدراسية للفلسفة مع التركيز على مهارات التفكير النقدي.
* تطوير فروع متعددة التخصصات مثل فلسفة الفن، وفلسفة التكنولوجيا، والفلسفة البيئية.
* تأليف تاريخ شامل للفلسفة الإسلامية.
* تحديد، وتعريف، ونشر أعمال المفكرين المسلمين السابقين (إحياء التراث).
* تأليف موسوعات وقواميس فلسفية إيرانية.
* ترجمة هادفة لأعمال فلسفية مهمة من ثقافات أخرى.
* توسيع التواصل مع المراكز الفلسفية في العالم، وبشكل خاص في البلدان الإسلامية.
علاقة على ذلك، يعد تأسيس الفكر الفلسفي منذ الطفولة خطوة ضرورية في هذا الطريق.
٢٠. كلمة أخيرة لطلاب الفلسفة
ما هي أهم نصيحة لطلاب ومحبي الفلسفة للدخول في هذا الطريق بوعي وأصالة؟
إذا كنتم مهتمين بالفلسفة، فاقرأوا الفلسفة بعمق. الفلسفة هي فن التفكير، وليست مجرد معرفة للأفكار. إنها رحلة نحو الحقيقة، وليست تكرارًا لأقوال السابقين. لا تكونوا مقلدين ومتعصبين في الفلسفة. حاولوا ألا تتأثروا بالأفراد والتيارات والمدارس. في الفلسفة، الحقيقة هي المقدسة والمرغوبة، لا شيء غيرها. تعلموا الفلسفة لفهم الوجود والحياة وحل المشاكل النظرية والعملية. انظروا إليها في ارتباطها بالمعارف الأخرى – من الدين والتصوف إلى العلوم الطبيعية والإنسانية. طوروا في أنفسكم شجاعة مساءلة ما يُعتبر بديهيًا. كونوا على معرفة نقدية بتقليدكم الفلسفي ولا تخافوا من الحوار مع التقاليد الفلسفية الأخرى. تذكروا أن التفلسف هو مسؤولية أخلاقية تجاه الحقيقة والمجتمع.
الفلسفة في إيران المعاصرة حية؛ لكن استمرار هذه الحياة رهن بالتفكير المستمر، والحوار البناء، والجرأة في طرح الأسئلة الأساسية.
مثل المرآة لا تَغُضُّ بِجَمالِ الآخَرين
وَامْحُ مِن قَلْبِكَ وَالعَيْنِ خَيَالَ الآخَرين
في العَالَمِ عَلِّمْ نَفْسَكَ بَسْطَ جَنَاحَيْكَ
فَلا يُمْكِنُ الطَّيَرَانُ بِجَنَاحِ الآخَرين