بمناسبة يوم المعلم
يا معلم!
*محمد فنائي أشكوري*
المعلم الأول هو الله تعالى؛ المعلم المطلق، الأول والآخر، الذي خلق الإنسان برحمته ومنحه نعمة البيان. كما قال في القرآن الكريم: *«الرَّحْمَٰنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ»* (الرحمن: ١-٤)، وَ*«وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا»* (البقرة: ٣١)، وَ*«اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ»* (العلق: ٣-٥). لذلك، أمام عظمة هذا المعلم الأول، نخضع تواضعاً وتسليماً.
أما بين المعلمين البشر، فأولهم وأعظمهم الأنبياء والأولياء الإلهيون؛ معلمو الإنسانية الحقيقيون الذين هدوا البشر بالسعادة والكمال عبر أقوالهم وأفعالهم. جعلوا من أنفسهم مصابيحَ تنير طريق الإنسانية.
ثم يأتي الأب والأم، أول معلمي كل إنسان، اللذين يغرسان في الطفل أسس التربية والعلم بالحب والتضحية. أمام مكانتهما السامية، ننحني احتراماً وامتناناً.
ثم المعلمون الآخرون، ليس فقط من كانت مهنتهم التعليم، بل كل من علَّمنا شيئاً.
معلمي هو كل شخص تعلمت منه درساً، سواءً بكلامه أو كتابته أو فعله. سواءً سمعت منه حقيقةً، أو قرأت كتابه، أو تعلمت في حضوره أو غيابه. معلمي قد يكون طفلاً صغيراً علّمني ببراءته، أو عجوزاً ريفياً علّمني حكمة الحياة وصفاء القلب.
أشكر طلابي الأعزاء الذين، بنقاء نيتهم في طلب العلم، قبلوا هذا الحقير في حلقتهم الصادقة، وأجبروني بأسئلتهم على الدراسة والتفكير والتأمل، فصاروا معلمين لي.
أمام كل هؤلاء المعلمين، أنحني بتواضع، وأدعو لهم من عند المعلم الأول بالسعادة والبركة والمصير الطيب.
يمكننا جميعاً أن نكون معلمين. لا نحتاج أن نَحمل لقب “مُعلم” لنكون كذلك.
أتمنى أن أظل طوال حياتي تلميذاً أتعلم، ومعلماً أُعلِّم؛ حتى نسير عبر التعلُّم والتعليم في طريق الكمال وخدمة الخلق.
🌴 *اللهم وفِّقنا لتجاوز العلم والوصول إلى المعلوم* 🌴
محمد فنائي أشكوري